من مُعلمتي إلى أمي

النفس

ترفض أن تبقى في الأرض

ترغب في التحليق بالسماء

تقول معلمتي هكذا هي النفس

 تميل أن يكون لها حظ من مدح الناس

أحاول أن أكون كما كان 

كل من اعتبرتهم قدوةً لي 

ولكنهم

خذلوني عندما 

تغيروا 

وحينها كنت صغيرة 

ولم أكن أعلم أن التغيير جزء من الرحلة

تغيرت أنا أيضاً 

عندما قررت أنني أستحق 

أن أعيش

ببطء

وبدون تبرير

الطريق مليء بالمصاعب

وكل صعب يحمل بين طياته كثيراً من

“هل أنا على الطريق الصحيح؟”

أخاف أن أكون من الذين ضل سعيهم

أخافتني تلك الآية كثيراً

حتى أحببتها بدون سابق إنذار

خفت من جميع الآيات كثيراً

حتى اطمأن قلبي فجأة بدون تخطيط

أكره الانتظار

خصوصاً عندما يكون بلا مبرر

يقول طبيبي النفسي 

إن هذا سببه حبي للسيطرة على الأمور

أقول له إنني أفضل المعرفة 

حتى لو كان الأمر سيئاً

على انتظار شيء مجهول

يمكن للناس تبسيط الأمور

بأن يكونوا أكثر وضوحاً 

لكنهم يعشقون فن الإثارة 

لا أستطيع إمتاعهم أو المشاركة في مسرحيات

لا معنى لها

في تلك المساحة 

حيث لا يوجد أي تدخل مني 

أجد الكثير من السحر

الذي يجعل كل شيء كان مستحيلاً ممكناً

أتذكر

منذ سنوات طويلة

طلب منا ميسر ورشة كتابة أن نشارك ما كتبناه

كنت متوترة للغاية لأنني

شعرت بأنني لست بمهارة من أقرأ لهم

شرحت المقصد ممّا كتبته 

فأشاد بي ميسر الورشة

وعلقت إحدى المشاركات قائلة إنها ترى كتابتي "عادية"

وأن شرحي للقصة هو ما منحها المعنى 

كان رد فعلها قاسياً وصريحاً ومؤلماً 

شعرت في حينه وكأنها كشفت الحقيقة 

فأنا لستُ ماهرة في الكتابة

أنا مجرد "نصّابة" 

أبيع الشغف والقيمة

وأضع لمسات تجعلني أبدو متمكنة ظاهرياً  

تقول أمي العكس تماماً

تقول لي بدون مناسبة

"أحب أنكِ تتقنين عملك 

وكل ما تصنعينه يبدو متقناً

وذلك لصدقكِ وإنجاز عملك بِحُب

أصدق أمي

 فهي قليلاً ما تثني على عملي

ليس لأنها بخيلة في المدح  

ولكن لأنها حقاً لا تكترث بعملي 

بقدر ما تكترث لكوني فتاة صالحة 

تثني أمي كثيراً على صلاحي 

أثني على أمي قليلاً رغم كثرة خصالها الطيبة

لأنني كنت وما زلت فتاة أبي.